حسنا الموضوع محير للجميع قليلا، فنحن نعتقد أن خصائصنا الكاملة من مظهر وسلوك ومعتقد مكتوبة حرفا حرفا في الجينات، وهي المسؤولة عن سير حياتنا وتصرفاتنا، نحن نورثها من آبائنا، فبالتالي تنتقل إلينا صفاتهم في حياتنا.
ولكن للأسف هذا غير صحيح، هذا ما يقوله علم Epigenetics أو علم فوق الجينات، وهو علم موثق ويميل له العلماء في الفترة الحالية لما له من أدلة واضحة في مواضيع الصحة مثل السرطان ( ونموذج دواء Temozolomide ) والخصوبة والأبناء، بل وحتى تطور الدماغ وتطور أمراض مثل الانفصام ثنائي القطبية.
الجينات هي مكونات الطبخة نجدها موضوعة على الطاولة، ولكن الEpigenetics هي الطاهي، هي من تختار ما يجب أن يكون داخل الطبخة، حسب الظروف المحيطة.
كيف تعمل Epigenetics
ما يقوله العلم باختصار، هو أن العوامل الخارجية المحيطة بنا هي التي تؤثر على آلية عمل الجينات وطريقة تفعيلها أو تعطيلها، هذه العوامل لا تؤثر على تسلسل النيوكليتيدات، ولكنها تؤثر على تمثيل الجينات Gene expression دون التعديل في ال DNA !
أمثلة العلم هذا وحقيقته في كل مكان، مثلا في نمو الكائن الحي وانقسام الخلايا الجذعية، الأمراض النادرة، تغيير لون الفئران بناء على طعامهم ! ، حتى في التوائم البشرية هذا الأمر واضح، حيث السكن والمأكل المختلف يتغير كل شيء فيهم بالكامل، فلا يصبحوا توائم، حتى المشاعر المنتقلة تعتمد على هذا المفهوم، بل طوال الفترة الماضية فشل العلماء في ربط الصفات الإنسانية بالجينات.
حسنا نحن نعلم أن الجسم مكون من بروتينات، والبروتينات مسؤولة عن عمل الجسم وهي من تنسخ الDNA وكودها مكتوب في DNA حيث نحصل عليها من آبائنا
الخلايا كلها في الكائن الحي لها نفس الDNA، ولكنها عبر Epigenetics تنقسم إلى خلايا عصبية، خلايا دم، خلايا عضلية وغيرها، وذلك عبر تقنيتين معروفتين في هذا العلم وهما the addition of methyl groups or modifications to histone proteins
وهاتين التقنتين لهما دور عميق على تمثيل الجينات، وبالتالي شكل الخلايا
على سبيل المثال، الفئران التي حصل لها مثيلة (methylation ) في جينات النوع الأغوطي ( نوع من القوارض ) سمينة ولها لون أصفر، وعلى الوجه الآخر النوع الذي يم يحدث له مثيلة لونه بني وغير سمين مع العلم أنها لها نفس ال DNA عند الفحص.
العوامل المؤثرة
العديد من العوامل قد تؤثر في آلية عمل الجينوم وخلال فترات مختلفة من حياة الكائن، وعلى الرغم من وجود عوامل كثيرة ما زالت مجهولة إلا أن هنالك شواهد واضحة على دور تأثيرات البيئة، الضغط النفسي، الشيخوخة كعوامل سلبية على عمل الفوق جينات، ودور واضح لعوامل أخرى ذات طابع ايجابي مثل الرياضة والأكل الصحي