إن جاز لي القول أكثر إن الذكاء الاصطناعي الحالي خطر على العالم، ولتوضيح هذا الأمر نسأل سؤال، هل العلم أخلاقي؟
والجواب: العلم مجرد ولا يفكر، فرق بين المفهوم وبين الاستخدام، فألفريد نوبل حينما اخترع الديناميت فكر بشيء مفيد للعالم، لكن العالم لاحقا استخدمه في الشر وقتل بعضه، وهو شأن كل اختراع مفيد للبشرية، يمكن تحويله على أداة تضرها.
أما لماذا الصيني أفضل، لأن أي شيء غير غربي أفضل وأفيد، إذ أن العقل الغربي النابع من فكر الرجل الأوروبي الأبيض يفكر بغير تفكير بقية البشر، يفكر في السيطرة والقهر والعربدة والاستعباد والتربح، أكثر من تفكره بالفائدة والنفع على العالم، وهو ما عهدناه على مر التاريخ وفي كل لحظة وحين.
سأضرب مثال واحد فقط، هو البارود، إذ أن الصينين كانوا يعرفونه لقرون عديدة قبل العالم واستخدموه استخدامات سلمية مفيدة، إلى أن عرفه الرجل الأبيض، ففكر في قهر الكوكب، فصنع الأسلحة مباشرة وطورها وأحدث الحروب وقتل الملايين وما زال سباق تسلحه على قدم وساق مقدم على كل اعتبار.
هكذا هو، عقليته مادية بحتة، جشعة، استهلاكية جنونية، وإن كان بعضهم يرغب بعالم أفضل، إلا أن من يقود وينشئ الشركات هو في النهاية من يفرض قوانينه على غيره.
رأينا الاستخدامات الحقيقية للذكاء الاصطناعي ظهرت من جوجل ومايكروسوفت وغيرها في دعم الكيان في حرب إبادته والتفنن في أدهى سبل القتل والسيطرة، ورأيناها في التجسس على الكوكب والتحكم في تفكير الناس، وغيرها من الصور.
قد لا تكون الصين أو بقية الدول أفضل كثيراً، لكن منطلق التفكير والمبادئ في النهاية مختلفة عن الرجل الغربي الذي سيفكر في إنتاج ذكاء اصطناعي يسيطر على غيره من الدول كما يفعل الآن باستعماره، ويستعبد شعوباً أخرى كما فعل مع الأفارقة البسطاء وغيرهم.
دعم واستخدام لذكاء الصيني مهم لكسر قطبية العالم الغربي، بالإضافة إلى أن الذكاء الصيني مفتوح المصدر أكثر ويعتمد على نماذج تستهلك موارد أقل.
أقتبس فقرة من كتابي: رحلة بحث عن الإله
قام جيمس ماريوم المُلقَب بأبو أمراض النساء الحديثة بإجراء عشرات التجارب على السود لأنه اعتبرهم أقل من البشر ولا يشعرون بأي ألم لذا لا داعي لتخديرهم، فقام بتشريح الأطفال السود، وثقب جماجمهم بلا هوادة، وقد مات الكثير منهم بين يديه أثناء تنفيذه لتجاربه عليهم، في اعتقاده أنه كان يخدم البشرية وفعلته أخلاقية، لكنها في الحقيقة كانت أسوأ ما يحدث في الفعل البشري، لأنها كانت بلا مرجع كوني، يقول الفيلسوف الألماني هايدغر إنّ العلم لا يفكر بمعنى أنّ العلم يحتاج إلى الثقافة والفلسفة والقيم والتوجيه لكي يحقق أهدافه ويصل إلى مبتغاه.
وإنّ مفاهيم مثل الخير والشر والجمال والعدل والإنسانية والحقيقة، تحمل معانٍ مطلقة في الفلسفة الدينية متجاوزة العالم المادي ذي المعاني النسبية، النظرة الألوهية أو المعتمدة على الدين تفترض وجود دوافع مادية خاضعة لقوانين في سُلُوك الإنسان، ومع وجود الإرادة الواعية (الروح) والدوافع الفطرية فإنها تدفع الإنسان نحو اتجاه اختيار سُلُوكيات تصب في حوض القيم المطلقة، وإنّ من يحدد اختيار الإنسان هو الوعي الإنساني متجاوزاً بذلك المادة وتفاعلاتها الكيميائية.
اترك تعليقاً