أثناء تحضير شركتنا عرض سعر لمشروع ذكاء اصطناعي يقوم بتحديد بضع معلومات هامة من صورة قدم الشخص، قررت المهندسة المسؤولة حسب الدراسة وجود 5 أنواع من الأقدام، ولكل قدم نحن بحاجة إلى 300 ألف صورة لها، ونحن بحاجة ملحة إلى صور أقدام واضحة.
بدأنا نفكر في كيفية جلب صور الأقدام، فكانت الخيارات أن نشتريهم أو نستجلبهم بخوارزمية أو أن نجعل شركة تصورهم، لكن هذا لا يعطينا الميزة الحاسمة في أخذ الصور المناسبة لخوارزمية الذكاء الاصطناعي لتميز نوع القدم بدقة، فنحن نريد صور مناسبة نحددها نحن في معملنا، وقد فتح الله لي نافذة من المستقبل، فرأيت الشركة تقوم بطرح إعلان في الجريدة مفاده:
قراءة المزيد: طلبات خاصة في عالم الذكاء الاصطناعي (نشر عام 2021)ترغب شركة المطورون بلس بتصوير أقدام 500 رجل، و500 امرأة من كافة الأعمار، مقابل 20 شيقل لكل فرد.
ثم رأينا أنفسنا نتابع تصوير الأقدام، أه يا سيدي، اخلع الجوربين، نعم اقلع الحذاء، قم بالتعقيم، ضع رجلك هكذا، نريد صورة جانبية، نريد صور تحت الإضاءة، نريد صور وأنت جالس، يا أختي نعم اقلعي الجوربين، ارفعي الجلباب قليلا يا أختي، نريد أن نصور أقدامك جيداً، اجلسي وارفعي قدمك هكذا، كيف ؟ دعي المصور يمسكها بالزاوية المناسبة، عيب عليكم يا شركة… إلخ.

ثم بعد انتهاء الجلسة الأولى، تنقص لدينا بضعة صور هامة، فنقوم بطرح إعلان مطلوب فيه
– 100 شخص أظافر أقدامهم طويلة من الجنسين.
– 100 شخص أقدامهم ناصعة البياض، وغيرهم داكنة السواد، من الجنسين
– 100 شخص أقدامهم شعورة، من الجنسين
– 100 شخص تحتوي أقدامهم على جروح أو علامات مميزة، من الجنسين.
– 100 قدم …
ثم توقفنا وأغلقنا النافذة وقلنا، فلنرفض المشروع ولكن بتقديمنا عرض سعر مرتفع جداً، وكفى الله المؤمنين القتال.

إن تطور التكنولوجيا يحتم علينا أن نطلب طلبات عجيبة غريبة لتعليم الحاسوب، وسيكون في المستقبل طلبات أغرب من طلبات الأقدام والأرجل، ونتمنى أن يتفهم المجتمع هذا التغيير المفاجئ