القوة المطلقة مفسدة، إذ اعتقد لوشيوس أن امتلاك بروس واين لحواسيب عملاقة ومراقبته لكل السكان في مدينة غوثام ودخوله كل غرفة وكل عقل أمر سيغري لديه شهوة القوة، وسيجعله بلا وعي يسخرها ليكون إله، فرعون جديد، لا أريكم إلا ما أرى.
الفرعون، هو إله على الأرض، سخرت له كل سبل القوة، من عبيد وأولياء وسلطات مطلقة تجعله في نهاية المطاف يتخذ القرار الذي يرغب به دون أن يقول أحد لا، يريد الفرعون أن يكون له حق الليلة الأولى، سينادي شعبه أن هذا شرف عظيم، ويا ليتنا نناله.
قراءة المزيد: أين يكمن الخوف من الذكاء الاصطناعي؟ (نشرت عام 2022)الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتم تسخيره من قبل الحكومات لدخول كل عقل في العالم، توجيه التفكير، توجيه الاختيارات، تعتقد أنك تنتخب المرشح الفلاني طواعية، لكن الحقيقة أنه تم دراسة حالتك بعناية بواسطة الذكاء، وتم توجيه أفكارك وأنت ما زلت تعتقد أنك حر، والانتخابات الأمريكية في عهد ترامب شاهد على هذا الحديث، وعشرات الشواهد الأخرى حولنا في العالم.
سابقاً لكي يوجه فرعون ما كل الآراء في المدينة، فإنه يحتاج إلى عدد مماثل من المخبرين لعدد سكان المدينة ليقوموا بهذا الدور.
الآن بالذكاء الاصطناعي، يمكنه دخول عقل كل شخص دون وجود أتباع، لأن مخبره موجود بين أيدي السكان، الجوال هو مندوب الفرعون الجديد، ونحن نشتريه بكل حب.
هذا يجعل عملية التجسس والقمع أيضاً عظيمة، فالحاكم لا يحتاج إلى مناديب كما عدد السكان، برنامج ذكاء عالي يحل الأمر، ويجعله يحبس الناشط أو المعارض قبل أن يتفوه، لأنه يعرف صيرورة الأحداث، سيتحكم بضعة أشخاص في الحكومة بتصرفات كل السكان بكبسة زر، والبشر يسهل برمجتهم كما ناقشنا.
سيقود هذا لعالم أحادي أكثر، لأنظمة شمولية أعم، لقمع أشرس، لتسيير العقول كلها على عقل الزعيم، وهذا ما يجب أن نخافه إذ طبقه الاحتلال بقوة، حتى بات أحدنا يخاف أن يفكر، والله المستعان.