هذا سؤال يسأله الجميع، الزبون، الشركة، العملاء، الموردين، كل من يستخدم النظام، متى يتم تسليم نسخة نهائية من المشروع وتكون فاعلة وكاملة ولا مشاكل بها؟
الجواب المختصر: لا ينتهي، بل يستمر أبد الدهر.
الجواب المطول يكمن في أن المشروع كائن حي، أكرر، المشروع كائن حي، يولد، ويفحص، ويغطى، ويحتاج عناية فائقة، ويأتي الأقارب ليحتفلوا به، يبدأ بالتعرف على العالم، يتعلم اللغة، يتطور في تناول الطعام، يمرض، فنجلب له طبيب فيداويه، يغير ملابسه بسرعة، إذ ينمو حجمه دائماً، تتغير ملامحه، من العيون الكبيرة الجميلة، والبشرة الناعمة إلى علامات المشاكسة.
يذهب للمدسة، يحتك أكثر بالعالم الخارجي، يتعلم لغة جديدة، يحتك بأصدقاء جدد، يقع، ينكسر، يجبر، يبلغ، يشتد عوده، ينطلق بقوة، يتزوج، يصبح لديه أبناء، تزداد المسؤولية في شتى النواحي، ينتقل لبيت أكبر، يبحث عن وظيفة تدر دخل أكبر.
يشيخ المشروع وبحاجة لأدوية ومتابعة طبية دائمة، وقد يموت، وقد يموت في شبابه، لمرض ما، لحادث عارض، لخلل جيني.
لا توجد لحظة في حياة المرء يقول فيها أنا اكتملت وانتهيت، والمشروع البرمجي كذلك
المشروع البرمجي بحاجة لتطوير دائم، فريق متجدد، متطلبات جديدة، مشكلات سابقة، فتح مزايا جديدة، صيانة، حماية، تنظيف، هيكلة، إضافة أنظمة خارجية، ربط مع أنظمة عالمية، توسيع الربط، توسيع الخدمات، إضافة أنظمة طرفية، تنمو بياناته، تزداد مشكلاته وتتغير، بحاجة لتغيير نموذج الربح أو تحسينه، عمليات تسويق مختلفة، قد يتم تغيير جوهره، أو إضافة ميزة جوهرية ضخمة، قد يتم شراؤه من قبل شركة ودمجه فيها، قد وقد وقد وقد.
لا يوجد لحظة تقول فيها: سأضع ساقي فوق الأخرى، وأرتاح، النظام (موقع، تطبيق.. إلخ) يعمل بنفسه بعد أن دفعت مبلغ 50 ألف دولار، وعلي الآن أن اقطف الثمار وأرتاح.
هذه الجملة هي بداية الموت، والمشروع لا تكفيه 50 ألف دولار مهما صغر، بل إن التسويق وحده يتكلف أضعاف هذا المبلغ.
لذا عزيزي صاحب المشروع، لتفهم هذه النقطة، أنت وشركة البرمجة عليكم بالعمل الدائم، ولتكن خطتك واسعة، وجيبك عميق.