في السنوات الخمس الماضية، قامت معالجات ARM بجلب مزايا الكمبيوتر العادي إلى الهواتف الذكية، وأصبح الهاتف الذي بين أيدينا يقوم بما يقوم به الكمبيوتر العادي وزيادة أحيانا.
المعالجات في معمارية ARM تختلف عن المعالجات في معمارية x86 التي تنتجها Intel و AMD بأنها أقل استهلاكا في الطاقة لأنها تستهدف الأجهزة المحمولة، وبالتالي بطارية وأداء مناسبين.
كما نعرف في قانون مور، حيث كل عامين توقع مدير انتل أن تتضاعف قوة المعالجات وذلك بانقاص حجم المعالج كما في الصورة التالية
فإذن معالجات بدقة 5 نانوميتر سنراها قريبا ( هرقل في 2020 )، وبالتالي استهلاك أقل في الطاقة، ومعالجة أكثر على نفس المساحة السابقة، وبالتالي المزيد من الامكانيات في المعالجات والهواتف الذكية، وتصر شركة ARM على أنها في 2020 ستسحق معالجاتها معالجات أنتل وستفوقها في كل النواحي.
المعالج الجديد على سبيل المثال Cortex-A76 أقل استهلاكا في الطاقة بنسبة 35%، وهذا يعني لابتوب يجلس 20 ساعة بدون أن تضطر إلى شحنه من جديد.
ولنفهم الأمر بطريقة أفضل، المعالج Cortex-A76 تقارنه شركته بمعالجات الجيل السابع من انتل Intel 2.6GHz Core i5-7300U، بأنه يفوقها في الأداء بنواة تصل إلى 3 جيجا هيرتز ! في حين أنه يستغرق أقل من 5 واط ! ، مع العلم أن معالج انتل يستهلك 15 واط وبقوة لا تزيد عنه .
إذن فكما هو ظاهر، معالجات ARM أفضل في استهلاك الطاقة من معالجات x86 ، ونفس الأداء وستفوقها قريبا، إذا على العالم التفكير جديا في الانتقال لهذه المعالجات، والحقيقة أن العالم فكر وبدأ في الخطوات الحقيقية للانتقال، شركة مايكروسوفت وأبل على سبيل المثال بدؤوا وخطتهم تنفذ باحكام، ولكن ما تأثير هذا على العالم ؟
تأثير المعالجات
سنرى قريبا أجهزة لابتوب عليها نظام تشغيل ويندوز 10 بنفس المعمارية، وهذا يعني سعر أرخص، واستهلاك طاقة أقل، حجم أقل للبطارية وساعات أطول دون شحن، سنرى أجهزة صغيرة وذكية وخارقة بالنسبة لحجمها، سنرى طفرة في كافة جوانب الحياة.
مثلا مشكلة مايكروسوفت حينما طرحت Windows RT وعلى رأسه الويندوز فون ( ويندوز موبايل لاحقا ) هو أن النظام هذا لم يكن متوافق مع نظام ويندوز العادي، وبالتالي نظامين مختلفين لا توافق بينهما ولكن بنفس المسمى، كان الأمر متعبا ومكلفا وبلا جدوى وهذا ما جعل مايكروسوفت توقف دعم النظام وترمي الويندوز فون على الرف.
لكن مع معالجات ARM الجديدة، سنرى هاتف محمول عليه ويندوز 10 حقيقي، متاح للجميع وبنفس السعر وبنفس قوة اللابتوب !، ولكن أن تتخيلوا الطفرة هذه على العالم، والأمر ليس مستبعد، فمايكروسوفت من المتوقع أن تطرح في 2019 هاتفها الأندروميدا القابل للطي
توقعاتي أن شركة مايكروسوفت ستقفز حاجز ال 900 مليار كقيمة سوقية، واذا نجحت هواتفها ستصل إلى 1 بليون دولار، وستكون في تطور حقيقي وليس خادع مثل شركة أبل، وهذا يعني أنه إذا كان لديك مال تريد استثماره، فانصحك بشراء أسهم شركة مايكروسوفت.